القمة العالمية للحكومات في دبي.. الذكاء الاصطناعي والصناعات الإبداعية محور اقتصاد المستقبل

القمة العالمية للحكومات في دبي.. الذكاء الاصطناعي والصناعات الإبداعية محور اقتصاد المستقبل

انطلقت اليوم أعمال القمة العالمية للحكومات 2024 تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» وتستمر حتى 14 فبراير الحالي في دبي بمشاركة أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة.

وتبحث النسخة الجديدة من القمة الفرص والتحديات المستقبلية وأبرز التحديات التي يواجهها العالم في جملة من القضايا الملحة، كما تناقش سبل الوصول إلى رؤى مشتركة للارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين حكومات العالم، وتبادل الخبرات والتركيز على قصص ونماذج ملهمة في العمل الحكومي تركت آثاراً إيجابية وأحدثت تغييراً حقيقياً في واقع دولها ومجتمعاتها.

وتجمع القمة العالمية للحكومات، 120 وفداً حكومياً وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4 آلاف مشارك.


17 تريليون دولار

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد القرقاوي إن تكلفة النزاعات والصراعات والعنف حول العالم تقدر بنحو 17 تريليون دولار سنوياً، مبيناً أنه يمكن أن يغطي نحو 6 % من هذا الرقم تكلفة أهم التحديات التي تواجهها الإنسانية في عام واحد.، مثل القضاء على الجوع والأمية وعلاج السرطان وتوفير المياه النظيفة.

وأشار في الكلمة الافتتاحية للقمة إلى أن معدلات الفقر تتراجع في العالم بشكل مستمر، حيث تقلص عدد الدول الفقيرة إلى النصف خلال 20 عاماً فقط، مضيفاً: «نعيش في حقبة بشرية هي الأفضل والأكثر رفاهاً وصحة وفرصاً وأمناً»، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الحكومات تحتاج إلى وقفة لترتيب أولوياتها.

الذكاء الاصطناعي

وأكد أن التحولات الواضحة في التجارة الدولية تنذر بتراجع العولمة، وقد تكلف ما يصل إلى 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، تتمثل في ارتفاع التضخم ونقص العمالة وتصدع النظام المالي العالمي.

وأضاف: «الذكاء الاصطناعي سلاحٌ ذو حدّين، حيث إن عدد الفيديوهات المفبركة في 2023 تضاعف 3 مرات على العام السابق، وانتشر نصف مليون محتوى مفبرك في فضائنا الرقمي في عامنا الأخير، لذلك التضليل الإعلامي سيكون أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية».

وأشار إلى أن بوصلة الاقتصاد العالمية تتجه شرقاً، إذ إن 50 في المائة من النمو العالمي تأتي من الصين والهند، مضيفاً أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في عدد براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار في الطاقة النظيفة، وأن الهند صاحبة أكبر عدد في العالم من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لافتاً إلى أن قدرة ⁧الذكاء الاصطناعي⁩ على التعلم تضاعفت 1000 مرة خلال عام واحد فقط، ويتوقع أن يتولى 70 في المائة من المهام في مختلف القطاعات.

6 محاور

وتضم القمة العالمية للحكومات في دورتها الجديدة 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، تتحدث فيها 200 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.

وتشهد القمة العالمية للحكومات مشاركة عدد من رؤساء الحكومات، من بينهم ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، الذي يتحدث خلال جلسة رئيسية للدولة ضيف شرف القمة، ويلقي د. مصطفى مدبولي، رئيس وزراء مصر، كلمة رئيسية خلال اليوم الأول من القمة، كما يشهد اليوم الأول من القمة مشاركة كل من محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، ومانويل ماريرو كروز، رئيس وزراء كوبا، ومسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، في جلسات رئيسية يشهدها الحدث.

حوارات عالمية هادفة

وتستضيف القمة العالمية للحكومات نقاشات وحوارات عالمية هادفة لاستشراف تشكيل حكومات المستقبل، حيث تتضمن هذه الحوارات اجتماعات الطاولة المستديرة التي تجمع قادة الدول والمسؤولين الحكوميين العالميين والمنظمات الدولية وقادة الفكر والقطاع الخاص بما يضمن تعزيز التعاون الدولي وتحديد الحلول المبتكرة للتحديات المستقبلية واستشراف أبرز الفرص وإلهام الجيل المقبل من الحكومات.

الصناعات الإبداعية وتنمية المواهب

وخلال جلسة «مستقبل الصناعات الإبداعية.. كيف يمكن للحكومات تنمية المواهب؟» ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات ناقش الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة والشباب ودستي جينكس الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية Spotify، تطبيق استراتيجيات فعّالة للقطاع العام لاستغلال المواهب وكيف يمكن للقطاع الخاص مساعدة الحكومات في استراتيجياتها؟ وكيفية سد الفجوة بين نهج إدارة المواهب الديناميكية للقطاع الخاص وجهود القطاع العام لإيجاد قوة عاملة ماهرة ومبتكرة، وإدارة المواهب الرائدة من خلال ثقافة تنظيمية متطورة.

ووفقاً لاستراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية 2021-2031 لوزارة الثقافة والشباب في الإمارات تم تعريفها بأنها تلك الصناعات التي تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار، والإنتاج، والتوزيع، والنشر والترويج، للمنتجات والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي وحفظ الإرث الثقافي والتي يؤثر نموها وانتشارها إيجاباً على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة.

تضم الصناعات الإبداعية للدولة أکثر من 25 صناعة ثقافية وإبداعية بمخرجات اقتصادية مباشرة، تخدم سياسة التنويع الاقتصادي بشكل مباشر وفاعل، فيما وفرت الحكومة ما يقرب من 40 مبادرة منها 16 مبادرة لدعم الموهوبين والمبدعين، و10 مبادرات تدعم المهنيين وبيئة الأعمال و14 لدعم تمكين بيئة الأعمال.

وتسعى رؤية وزارة الثقافة والشباب إلى تفعيل استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال رؤيتها لزيادة الأثر والقيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية